” حورية البحر لدي الجنين ”
تعتبر متلازمة حورية البحر لدى العديد من النساء اللاتي لم يكتشفن هذه الظاهرة الا في الشهور الأخيرة من الحمل نظراً للحالة المادية التي تمنع السيدة الحامل من إجراء الفحوصات و الأشعة اللازمة لمتابعة الجنين في مراحل نموه داخل رحم الأم مما يتسبب في حدوث هذه الكارثة التي تعرف باسم متلازمة البحر و سميت بهذا الاسم لأن الطفل يولد متلاصق الساقين بقدمان يشبه في شكله حورية البحر، و لا توجد به أعضاء تناسلية غير فتحة الشرج الخلفية، وهذه المتلازمة قد تتسبب في ظهور مشاكل صحية لدي الطفل مثل التشوهات التي تصيب المنطقة السفلية للعمود الفقري، وعدم إكتمال نمو الكليتين والمثانة وهذا يؤدي غالباً إلى حدوث وفاة للطفل في خلال ساعات من ولادته و غالباً ما يبقي على قيد الحياة لسن الثلاثين و هذه المتلازمة تحدث لحاله واحدة من كل مئة ألف حالة سيدة تحمل جنينا بمتلازمة البحر .
اسباب ظهور متلازمة البحر
أولا:-العامل الوراثي
تشير بعض الدراسات العلمية في هذا المجال بأن السبب الرئيسي لظهور ما يسمى بحورية البحر لدي الجنين هو العامل الوراثي و العامل البيئي، أي أن اذا كانت الأم قد تعرضت لمرض السكر أثناء فترة الحمل و لم يتم تقديم العلاج المناسب فهذا يعتبر من اول الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية للجنين و منها متلازمة البحر، و أيضا بلعب العامل الوراثي دورا كبيرا لمسخ نمو الجنين حيث لا يوجد توافق للجينات الوراثية لدي الأم و الاب وتكون الأم معرضة للإصابة بتشوهات الاجنة.
ثانياً:-العامل البيئي
أما العامل البيئي المسبب لظهور ما يسمى بحورية البحر هو العامل المادي و الحياة المعيشية و الصحية للسيدة الحامل، لان قلة دخل الأسرة و الفقر الشديد، تجعل السيدة الحامل لا تذهب إلى الطبيب المختص لعمل متابعة شهرية من أول شهر لحمل الجنين و طرق التغذية الغير صحية التي تتناولها السيدة الحامل ، والأمراض التي نتعرض لها من قصور في عضلة القلب و الجهاز التنفسي و قصور في نمو الكليتين و الكبد و جهازه الهضمي، و عدم إكتمال نمو العمود الفقري للجنين وبالتالي لا يمكن أن تنمو أطرافه السفلية بشكل سليم ونكون ما يعرف بمتلازمة البحر، و طريقة تناول الأدوية بشكل كبير من غير استشارة الطبيب المختص وخصوصاً المضادات الحيوية او العلاقات الغير شرعية و هذا قد يعرض الام لولادة طفل مشوه.
نمو الجنين بمتلازمة البحر:-
الجنين لا ينمو نموا سليما نتيجة قصور في عملية إكتمال الأوردة الدموية والشرايين المسؤولة عن تغذية الجنين داخل التجويف الرحمي، مما يؤدي إلى ظهور عظمة فخد واحدة طويلة تنتهي عند الأطراف بقدم او قدمين وهذا ما يعرف بعدم انقسام الساقين، و قد يظهر أيضا بعض التشوهات الخلقية في العمود الفقري في الفقرة القطنية المسؤولة عن منطقة الحوض و الفقرة التي تسمي بعظمة العجز أو ( العصعص) و التي تنمو بطريقة غير سليمة وعدم وجود انقسامات في الساقين و ظهورها ملتصقة.
التشخيص والمتابعة للسيدة الحامل مهم جداً :-
يعتبر هذا الأمر ضروري جدا للسيدات قبل و بعد الحمل، فقبل الحمل لابد من عمل الفحوصات الطبية اللازمة لتجنب حدوث مشاكل وأن وجدت فلابد ان يتم العلاج قبل فترة الحمل، و عند اكتشاف الحمل تتوجه السيدة الحامل إلى الطبيب المختص لعمل متابعة للحمل من أول بداية تكوين الجنين وعمل فحوصات بالأشعة الفوق صوتية لكي توضح صورة الجنين في مراحل نموه و تطوره داخل رحم الأم، وإذا وجدت مشاكل أو ظهور أي من التشوهات الخلقية مثل متلازمة البحر من الممكن أن يجهض الطبيب الام إذا كان هناك خطرا على صحة الأم، وخوفاً من ولادة طفل مشوه سوف يفارق الحياة بعد ساعات قليلة من الولادة.
العلاج بالتدخل الجراحي :-
قد يتطلب هذا العلاج جهوداً كبيرة ودراسات علمية حديثة لفريق من الأطباء المختصين من الجراحين و المختصين بأمراض القلب و المسالك البولية و جراحات العظام، لإجراء عملية جراحية لفصل الساقين عن بعضها و تغطية الساقين بالجلد الزائد، وعمل فتحة صغيرة لاستخراج العضو التناسلي للطفل، و نادراً ما يحدث نجاح لهذه العملية الجراحية الخطيرة، و من الممكن ان يتعرض الطفل للوفاة بسبب عدم اكتمال الكليتين الذي يتسبب في حدوث الفشل الكلوي للطفل.
