مهرجان كان السينمائي: أبناء الجالية العربية يتنفسون الصعداء بعودة المهرجان والنشاط الاقتصادي للمدينة- شبكة زاجل الاخبارية

[ad_1]

نشرت في:

من السادس إلى السابع عشر من يوليو/تموز يعود مهرجان كان السينمائي مجددا بعد توقف دام عامين منذ نسخته الأخيرة في العام 2019، وبعد أن مرت فرنسا بفترة عصيبة من تفشي جائحة كورونا توقفت فيها أو يكاد معظم الأنشطة الاقتصادية في البلاد التي شهدت ثلاثة إغلاقات تامة وحظرا ليليا للتجوال دام شهور. يعود مهرجان كان ويعود معه الأمل باستئناف الحياة الطبيعية والنشاط الاقتصادي لأبناء الجالية العربية في تلك المدينة الساحلية السياحية.

قامت فرانس24 بجولة في الحي التجاري الذي تقع به محطة القطار الرئيسية لمدينة كان حيث يمارس عدد كبير من أبناء الجالية العربية في أنشطتهم التجارية المتنوعة والتي تضم مجموعة من المجالات الاقتصادية مثل قطاع المطاعم وقطاع الفندقة والسياحة وقطاع توزيع وبيع المواد الغذائية.

محطة القطار المركزية التي تقع في قلب الحي التجاري في مدينة كان الفرنسية. 6 يوليو/تموز 2021
محطة القطار المركزية التي تقع في قلب الحي التجاري في مدينة كان الفرنسية. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

قابلنا عددا من مالكي هذه الأنشطة والعاملين بها وقمنا باستقصائهم عن مهرجان كان والوضع الاقتصادي بالمدينة في ظل جائحة فيروس كورونا وما هي الظروف التي مروا بها أثناء فترات الحجر الصحي وحظر التجوال وكيف واجهوها.

محاكاة للبساط الأحمر بمهرجان كان خارج محطة القطار المركزية للمدينة. 6 يوليو/تموز 2021
محاكاة للبساط الأحمر بمهرجان كان خارج محطة القطار المركزية للمدينة. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

إغلاق وخسائر

من شارع أوش التجاري المليء بالمطاعم والفنادق، قابلنا الآنسة وفا، من مدينة الدار البيضاء المغربية تعيش في كان منذ بضع سنوات، وتعمل موظفة استقبال منذ عدة أشهر في الفندق الذي يحمل اسم الشارع والذي تملكه سيدة من أصل جزائري. كانت وفا تعمل في فندق آخر بالمدينة حتى بداية فترة الحجر الصحي الأولى في فرنسا في مارس/آذار عام 2020 عندما أغلق الفندق أبوابه انصياعا لأوامر السلطات الصحية في إطار تدابير مكافحة الجائحة.

فندق أوش الصغير ذو النجمتين الواقع في قلب الحي التجاري بمدينة كان الفرنسية. 6 يوليو/تموز 2021
فندق أوش الصغير ذو النجمتين الواقع في قلب الحي التجاري بمدينة كان الفرنسية. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

تقول وفا إنه منذ ذاك الوقت لم تعد مجددا إلى ذلك الفندق الذي أنهى نشاطه بسبب الخسائر الاقتصادية التي لحقت به جراء الجائحة، فكانت مضطرة للبحث عن عمل جديد حتى وجدت وظيفة في فندق أوش. بالنسبة لها كان ذلك العمل فرصة جيدة لأن هذا الفندق تحديدا، ذا النجمتين السياحيتين، لم يغلق أبوابه أثناء الجائحة نظرا لالتزامه بالعمل مع السلطات الاجتماعية للإسكان الطارئ التي كانت تستخدمه كملجأ للمهاجرين وطالبي اللجوء السياسي في تلك الفترة.

شارع تجاري بالقرب من محطة القطار المركزية بمدينة كان الفرنسية. الحركة والنشاط التجاري يعودان تقريبا لطبيعتهما مع بدء مهرجان كان والإجازة الصيفية. 6 يوليو/تموز 2021
شارع تجاري بالقرب من محطة القطار المركزية بمدينة كان الفرنسية. الحركة والنشاط التجاري يعودان تقريبا لطبيعتهما مع بدء مهرجان كان والإجازة الصيفية. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

ومع عودة الحياة لطبيعتها رويدا رويدا وفتح المحال التجارية وتخفيف القيود الصحية، عادت أيضا الروح لشوارع المدينة ومطاعمها. محمد الكبوبي، من أصل تونسي، مدير مطعم صغير يبعد عدة أمتار عن محطة القطار يروي لفرانس24 معاناته مع الحجر الصحي وجائحة فيروس كورونا.

مطعم يديره التونسي محمد الكبوبي أحد المتضررين اقتصاديا من جائحة فيروس كورونا. 6 يوليو/تموز 2021
مطعم يديره التونسي محمد الكبوبي أحد المتضررين اقتصاديا من جائحة فيروس كورونا. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

يقول الكبوبي إن مطعمهم قد خسر تقريبا 70 بالمئة من أرباحه السنوية منذ بداية الجائحة، ولولا المساعدات المادية التي قدمتها الحكومة الفرنسية للمتضررين اقتصاديا من التدابير الصحية لأفلس المطعم تماما وأغلق أبوابه. الظروف الجديدة فرضت على قطاع المطاعم التأقلم مع الوضع ومحاولة الالتفاف عليه لمواصلة النشاط.

يواصل الكبوبي حديثه بالقول إن الجائحة فرضت عليهم وضعا صعبا تمثل في غياب الزبائن، فكان عليهم التفكير في بدائل للوصول إلى زبائنهم. ففتحوا أبوابهم لتوصيل الطلبات إلى المنازل وهي كانت الطريقة الوحيدة للإبقاء على نشاط مطعم “بيتادين”.

محل بقالة وجزارة "الأطلس" بالقرب من محطة قطار كان المركزية. 6 يوليو/تموز 2021
محل بقالة وجزارة “الأطلس” بالقرب من محطة قطار كان المركزية. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

وليس بعيدا عن مطعم الكبوبي، تتصدر بقالة وجزارة “الأطلس” التي يديرها الخلفاوي أحمد الذي يعيش في فرنسا منذ وقت طويل، ناصية شارعين مهمين أمام محطة القطار المركزية بالمدينة. يخبر الخلفاوي فرانس24 بأنه يحمد الله لأنه لم يضطر إلى الإغلاق الكامل، فمتجره كان مشرع الأبواب للزبائن والمقيمين في الحي، لكنه كان يعتمد بصورة كبيرة على الوافدين على المدينة نظرا لقربه من محطة القطار التي لا تتوقف بها الحركة.

الخلفاوي أحمد مدير محل بقالة وجزارة "الأطلس". 6 يوليو/تموز 2021
الخلفاوي أحمد مدير محل بقالة وجزارة “الأطلس”. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

عودة مبتورة

مع رفع السلطات الصحية الفرنسية للحجر صيف العام الماضي بدأت العجلة في الدوران مجددا قبل أن تتوقف مرة أخرى لفندق “أوش” مع الحجر الصحي الثاني نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2020. ففي هذه الفترة عمل الفندق بأدنى طاقة استيعابية له، بيد أن فترة أعياد الميلاد كانت متنفسا جديدا للفندق بزبائنه الذين توافدوا من أنحاء فرنسا لقضاء الأعياد في ظل إغلاق الحدود وتوقف حركة الطيران.

تقول وفا، عاملة الاستقبال، إن الجائحة قد أثرت كثيرا ولا يزال تأثيرها مستمرا على العمل في القطاع السياحي بالمدينة. وتضرب مثلا على ذلك بالأسعار المتدنية للغرف في الليلة الواحدة مقارنة بالأعوام الفائتة. فسعر الغرفة قد هبط من 320 يورو في الليلة إلى 200 يورو أو أزيد قليلا.

وأن مهرجان كان السينمائي لهذا العام لا يمكن مقارنته بالأعوام الماضية من حيث عدد الحضور، فالأعداد لا تزال قليلة من محبي السينما وضيوف المهرجان، فالكثيرون منهم قد غابوا هذا العام. لكن هذا الغياب عوضه السائحون والمصطافون الذين جاءوا لقضاء إجازة الصيف في المدينة وهو ما كان له كبير الأثر في تواصل العمل بالفندق ووصوله إلى حالة الإشغال الكامل لغرفه. وبالفعل أثناء حديثنا معها يأتي شخص ليسألها عن غرفة شاغرة بالفندق، فترد وفا آسفة بأن الفندق كامل العدد هذا الأسبوع.

مستقبل غامض

وبالرغم من أن الحكومة الفرنسية قد باشرت رفع القيود الصحية، مثل ارتداء الكمامات في الأماكن العامة وإلغاء حظر التجوال وفتح دور العرض السينمائي والمسرحي والسماح بإقامة الحفلات، فإنها لا تتوقف عن تذكير الشعب بأن الجائحة لم تنته بعد وأن الأخبار التي تتوالى عن تفشي المتحور دلتا من فيروس كورونا لا تشي بخير وإنه إن لم يلتزم الناس الحذر فقد تشهد البلاد موجة جديدة من هذه الفيروس بمتحورة أشد فتكا وعدائية.

واجهة أخرى لمحل بقالة وجزارة "الأطلس" بشارع محطة قطار كان المركزية والذي يحتل موقعا استراتيجيا بالقرب منها. 6 يوليو/تموز 2021
واجهة أخرى لمحل بقالة وجزارة “الأطلس” بشارع محطة قطار كان المركزية والذي يحتل موقعا استراتيجيا بالقرب منها. 6 يوليو/تموز 2021 © حسين عمارة/فرانس24

ويأمل الخلفاوي أحمد أن يكون المستقبل أكثر إشراقا بعد فترة الظلام التي مرت على مدينة كان، من إلغاء المهرجان السينمائي عام 2020 وإلغاء عدد كبير من الحجوزات المرتبطة بالأنشطة الثقافية والفنية بالمدينة وهو ما أثر تأثيرا كبيرا على نشاطه الاقتصادي.

ويتمنى أن تكون العودة المتواضعة للسياحة والنشاط الفني المتمثل بمهرجان كان مقدمة للعودة إلى العمل بكامل طاقته كما في الأيام الخوالي؛ فمدينة كان لا تزال مقصدا مهما للسياحة الخارجية والداخلية في البلاد. وإن كان لا يؤمل كثيرا على عودة السياح العرب من الخليج الآن فإن لعودة السياح الفرنسيين والأوروبيين تأثير لا شك على استمرار النشاط الاقتصادي لمتجره.

موفد فرانس24 لمهرجان كان السينمائي: حسين عمارة

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك لاستخدام خدمات الموقع قم بإيقاف مانع الاعلانات