قبل حوالي 83 مليون سنة، كانت الأرض تشهد وجود قارة عملاقة واحدة تسمى جوندوانا. هذه القارة تمزقت لاحقًا إلى 7 قارات، وجزء كبير منها غاص تحت المياه. زيلانديا، القارة الثامنة المعروفة، هي الجزء المغمور من هذه القارة القديمة. وقد استخدم العلماء بيانات جيولوجية ونظائرية من عينات الصخور والبيانات الزلزالية لإنشاء أول خريطة دقيقة لهذه القارة المغمورة.
يُعتبر زيلانديا اليوم الجزء المرئي الوحيد لهذه القارة القديمة، حيث يظهر فوق سطح الماء فقط جزء صغير يعرف باسم نيوزيلندا والجزر المحيطية المجاورة لها. القارة الباقية، التي تبلغ مساحتها حوالي 4.9 مليون كيلومتر مربع، مغمورة تحت المحيطات بنسبة تصل إلى 94%.
زيلانديا كانت جزءًا من جندوانا في السابق وانفصلت عنها قبل حوالي ربع مليار سنة بسبب الاندساس، وهو حدث حينما تندفع حافتان من القشرة الأرضية واحدة منهما تتحرك إلى الأسفل داخل عباءة الأرض. خلال العصر الطباشيري المتأخر، حوالي 79 مليون سنة، انفجرت زيلانديا وغرب القارة القطبية الجنوبية لتشكل المحيط الهادئ.
هذه الاكتشافات تلقي الضوء على تطور الأرض الجيولوجي وتاريخ تشكل القارات، وتظهر العمق الكبير للعالم القديم الذي كان يغطيه المحيط الهادئ.
