تقنية “تراضي”: النقلة الرقمية في العدالة السعودية
تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا تكنولوجيًا غير مسبوق في مختلف قطاعات الحياة، ومن بين هذه القطاعات يبرز القطاع القانوني والعدالة. ففي إطار جهود الحكومة لتحسين الخدمات القانونية وجعلها أكثر سهولة وفاعلية، تأتي منصة “تراضي” الإلكترونية كنقطة تحول رئيسية. حيث أعلنت وزارة العدل عن ارتفاع عدد المستفيدين من هذه المنصة الرقمية إلى أكثر من 3 ملايين مستفيد، مما يُظهر الثقة المتزايدة في هذه التقنية الحديثة.
الهدف من منصة “تراضي”
تم تطوير منصة “تراضي” بهدف تعزيز ثقافة الصلح في المجتمع السعودي وجعلها البديل المفضل لتسوية النزاعات. وتأتي هذه المنصة كجزء من جهود الحكومة لتعزيز العدالة وضمان توفير الحقوق للمواطنين والمقيمين. يُعَد مركز المصالحة في وزارة العدل مسؤولًا عن تقديم خدمات الصلح عبر هذه المنصة الرقمية، والتي تعمل على توفير خدمات الصلح عن بُعد.
الإنجازات الملموسة
تُظهر الإحصائيات الأخيرة أن عدد جلسات المصالحة التي عُقدت عبر منصة “تراضي” بلغت أكثر من 1.5 مليون جلسة، وهذا يُشير إلى نجاح النهج الرقمي في تسوية النزاعات. وليس هذا فقط، بل أن وثائق الصلح الصادرة عن المنصة تُعتبر سندات تنفيذية يمكن تنفيذها عبر قضاء التنفيذ في حال عدم الالتزام بالاتفاقيات المدونة بالوثيقة، مما يُضفي ميزة إضافية للأطراف المتضررة.
الميزات الحديثة لمنصة “تراضي”
شهدت رحلة المستفيدين من “تراضي” تحسينًا كبيرًا بإطلاق العديد من المزايا والخصائص الجديدة التي تسهم في تسهيل وتسريع إجراءات المصالحة. من بين هذه المزايا:
1. التكامل الإلكتروني: تم تحسين التكامل مع الجهات الداخلية للحكومة، مما يتيح تبادل البيانات بسلاسة وفعالية بين الأنظمة المختلفة.
2. تحسين البنية التحتية: تم تطوير البنية التحتية للمنصة لضمان استقرار النظام وسلاسة العمليات.
3. تبسيط الإجراءات: تم تبسيط الإجراءات الرقمية لجعل عملية التسجيل والمصالحة أكثر سهولة ووضوحًا.
فوائد استخدام منصة “تراضي”
1. تسوية فورية: يمكن للأطراف المتنازعة إجراء جلسات المصالحة عبر الإنترنت دون الحاجة للانتقال إلى المراكز القانونية الرسمية.
2. توفير الجهد والوقت: تحسين الإجراءات يسهم في توفير الوقت والجهد الذي يُبذَل في البحث عن الحلول للنزاعات.
3. مراقبة فعالية الصلح: يمكن للأطراف الرئيسية مراقبة سير الجلسات والتدابير المتخذة لضمان نجاح الصلح.
مستقبل واعد للعدالة الرقمية
تعكس منصة “تراضي” الرقمية النقلة النوعية في نظام العدالة السعودي، وتُشير إلى التزام الحكومة بتحسين الخدمات القانونية وجعلها أكثر فعالية وسهولة للمواطنين والمقيمين. تحمل هذه التقنية الوعد بمستقبل واعد حيث تُعزز من تطوير العدالة الرقمية وتجعلها أكثر قدرة على تلبية احتياجات المجتمع بأكمله. ومع استمرار الابتكار والتطوير في هذا الاتجاه، يمكن أن نتوقع أن نرى مزيدًا من التطورات في مجال العدالة الرقمية في المملكة العربية السعودية.
