دعاء القنوت كاملاً

دعاء القنوت كاملاً ،  يعد دعاء القنوت من أشهر الأدعية الإسلامية التي يدعو بها المسلمون، ويكون دعاء القنوت في صلاة الوتر، ولا يكون في الصلوات الخمس إلا في حالة النوازل التي تحل بالمسلمين، والنوازل هي الطوارئ التي تفاجئ المسلمين مثل هجوم العدو وغيرها من المصائب، أما في الوتر فهو يُسن دائماّ.

معنى الدعاء

معنى الدعاء في اللغة: هو الطلب: يُقال: دعوتُ اللَّه أدعوه دعاءً، أي: ابتهلت إليه بالسؤال، ورغبت فيما عنده من الخير، ودعا اللَّه، أي: طلب منه الخير، ورجاه منه.

معنى القنوت

من القنوت في اللغة: الإمساك عن الكلام، والسكوت، وقيل الدعاء في الصلاة، والخشوع، وقيل: القيام، وقيل: إطالة القيام.

حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر:

قال الإمامان أحمد وأبو حنيفة – رحمهما اللّٰه -: ” القنوت لا يُسن في صلاة الصبح أو غيرها من الصلوات، ويقتصر على الوتر فقط، وهو أمر ورد عن الـنّبـيُّ ﷺ، “أنَّ رسولَ اللَّهِ قنتَ شَهرًا يدعو على حيٍّ من أحياءِ العربِ ثمَّ ترَكَهُ”، وقال أبِو مالكٍ: “قلتُ لأبِي: يا أبَتِ إنَّك قد صَلَّيتَ خلْفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبِي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمانَ، وعلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ هاهُنا بالكُوفةِ، نَحْوًا من خَمْسِ سِنينَ، أكانُوا يَقْنُتُون؟ قال: أيْ بُنيَّ! مُحدثٌ”.

أمّا الإمامان الشافعي ومالك فقالا أنّ القنوت في صلاة الفجر هي سنة على اختلاف الأزمان، وذهب الإمامان إلى أن القنوت في صلاة الصبح سنة في جميع الزمان، للحديث الشريف الذي ورد عن الرّسول صلى الله عليه وسّلم: “ما زال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقنُتُ في الفجرِ حتى فارَق الدُّنيا”، وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقنت في صلاة الصبح بحضور الصحابة وغيرهم.

حكم القنوت في صلاة التراويح

  • قول الإمام مالك بن أنس: يستحب أن يقنت في كل رمضان، وهو مذهب جماعة من الصحابة وقول للشافعية.
  • والمشهور عند الشافعي أنه يستحب أن يقنت في النصف الآخر من رمضان.

صيغة دعاء القنوت

عن الْحَسَن بْن عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: “اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، ولا مَنجَا مِنكَ إلا إليكَ“، وهي صيغة دعاء القنوت عند الإمام الشافعي.

أما عند الإمام أبي حنيفة هي “اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق”، ويكون في صلاة الوتر فقط، وفي الصلوات الخمس يكون عند المصائب والنوازل، قبل الركوع من الركعة الأخيرة.

صيغة دعاء االقنوت في صلاة الوتر

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ”.

القنوت عند النوازل

“اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحق”، بعد هذا يُكمل الدعاء بحسب المصيبة أو البلاء.

دعاء القنوت طويل

أوردنا إليكم فيما سبق صيغ دعاء القنوت التي وردت عن الـنّبـيُّ ﷺ وفي التراث الإسلامي، وفي ما يلي نورد لكم دعاء القنوت بصيغة طويلة وجميلة:

“اللـهم اهـدِنا فيمَن هـديت، وعافـِنا، فيمـَن عافـيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِـنا شـر ما قضيت إنك تقضي ولا يـُقضى عليك، اٍنه لا يذل مَن واليت، ولا يعـِـزُ من عاديت، تباركت ربنا وتعـاليت، لك الحمد على ما قـضيت، ولك الشكر على ما أعـطيت، نستغـفـُرك اللـهم من جميع الذنوب والخطـايا، ونتوب اٍليك، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك، ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك، ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا، ومتـّعـنا اللهم بأسماعِـنا وأبصارِنا وقـوتـِنا ما أبقـيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعـل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا، ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعـل الجنة هي دارنا، ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُـك فينا ولا يرحمـنا.

اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي اٍليها معـادنـا، واجعـل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعـل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر.

الـلهم إنا نسألـُـك فعـلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغـفـر لنا وترحمنا وتتوب علينا، واٍذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفـتونين، ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب كل عـملٍ يقـربنا اٍلى حـبـِك، يا رب العــالمـين.

اللهم اغـفـر لجميع موتى المسلمين، الذين شهـِـدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغـفر لهُم وارحمهُم وعافهم واعـفـو عنهم، وأكرِم نـُزلَهم، ووسِع مـُدخلهم، واغـسلهم بالماء والثـلج والبـَرَد، ونقـّهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا.

اللهم برحمتك إذا صرنا الى ما صاروا إليه تحت الجنادل والتراب وحـدنا، اللهم اغـفـِر لنا، وارحمـنا، واعـتـق رقابنـا من النـار.

اللـهم تـقبـل منـا إنك أنت السميـع العـليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك لاستخدام خدمات الموقع قم بإيقاف مانع الاعلانات